Selasa, 09 Desember 2008

khutbah amirul mukminin

 

رسالة أمير المؤمنين

بمناسبة حلول عيد الأضحی المبارك

بسم الله الرحمن الرحيم

}ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ{ (الحج-32)

(والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه

الحمد لله الكبير المتعال الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام علی قائد المجاهدين، أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلی آله وصحبه الغر الميامين، وعلی سائر المجاهدين في سبيل الله، ومن تبعهم بإحسان إلی يوم الدين.

 

تهنئة بحلول عيد الأضحى المبارك

وبعد فأقدم أخلص التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحی، ذلك اليوم الديني العظيم المبارك:

إلی جميع المسلمين في العالم.

وإلی شعب أفغانستان المُؤلَم المنكوب، لكنه رغم ذلك شعب غيور بطل، وشعب مسلم لا ينهزم بإذن الله تعالى وتوفيقه.

وإلى جميع المجاهدين على الوجه الخاص.

 

نسأل الله تعالی أن يجعل هذا اليوم السعيد يوم السرور والفلاح للأمة الإسلامية عامة ولأسر الشهداء الكرام والمعتقلين الأخيار خاصة، وأن ينعم عليهم بالصبر والفرح والفوز.

ونسأل الله تعالی أن يوفق إخواننا وأخواتنا الأثرياء لأن يشاركوا في أفراح العيد جميع الضعفاء والمساكين، وعلی الخصوص أسر الشهداء الغيورين والمحتجزين الأعزاء والمجاهدين الأبطال، والأرامل والأيتام، وأن يهتموا لهم بإعداد الملجأ والمأوی واللباس والطعام، وأن يعاملهم معاملة الأخوة الإسلامية الرحيمة.

 

ونسأل الله تعالی أن يتقبل حج حجاجنا الأكارم، وأن يستجيب دعواتهم في حق أمتنا المظلومة.

 

2- عيد الأضحى تذكرة للتضحية

وكما أن يوم عيد الأضحی المبارك يذكر الأمة الإسلامية بالتضحية في سبيل الله، كذلك يعطي تاريخ هذا اليوم كل مسلم درس التضحية في سبيل مرضاة ربه، فإن المؤمن الصادق إذا استعد للجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، فإنه يفوز بسعادة الدارين والعز والحرية، وإن رمز الحرية الإسلامية مطوي في تضحيات المؤمنين، وإنه لا يستطيع عدو من أعداء الإسلام أن يصمد أمام أولئك المؤمنين المستعدين للتضحية، واليوم وقد أجبر العدو الذي يملك أضخم ترسانة عسكرية بإمكانياتنا الضئيلة وأيادينا العازلة الخالية علی الانسحاب والفرار نحو الوراء، ليس ذلك إلا نتيجة قوة التضحيات وشدة عصوفها.

 

3- إنذار لأعداء الله المعتدين

ننادي علناً ومرة أخرى للمعتدين على شعبنا المنكوب وبلادنا المظلومة: أن هذه فرصة طيبة لأن تبحثوا اليوم عن أسلوب أمثل وخطة عملية معقولة لسحب قواتكم، وأن تُنهوا القتل العام لشعبنا المظلوم، وإن أصررتم علی مواصلة الصراع وتدمير منازلنا، واستشهاد مواطنينا فإن جنودكم المحتلين أيضا لا ينجون من ضربات مجاهدينا الغاضبة، وقد تعبتم اليوم ورأيتم بأعينكم ما واجهتم من صعوبات بالغة في إخفاء قتلاكم من شعوبكم، وعلى الأقل ليس في وسعكم إقناع شعوبكم في المستقبل على استمرار معركة تائهة دون أن تتضح نتائجها وأسباب انتهائها.

هذا وتعترفون أنتم أحيانا بهذه الحقيقة: أن قتل الجنود الأجانب ونسف الوسائط المدرعة ليست من الأمور الصعبة في أفغانستان بعد، وتعترفون كذلك بأن استخدام القوة والتقنية بكثرة ودون خوف خلال السنوات السبع الماضية لم ينتج شيئا، وينبغي أن نعلم كذلك أنه لا يمكن لأية حكومة عميلة أن تثبت أقدامها أثناء الجهاد الجاري، كما لا يمكن بعد هذا أن يستساغ احتلال الدول الإسلامية الأخری أو تحقق الأهداف المشؤومة باسم الإعمار المجدد.

وإن أَمَلَكم في الانتصار بإرسال قوات إضافية معكوس ومُضَلِّلٌ، لأن كثرة القوات تتسبب في سراية المعركة إلی جميع الجهات، وبدورها تؤدي تلك المعارك الساخنة إلی وقوع مئات الهجمات يوميا بدل العشرات، وسيرتفع معدل استنزاف دماء قواتكم من المئات إلی الآلاف شهريا، فإذا لا تقتنع بها شعوبكم، ولا يمكن أن تكونوا في مأمن عن نفور الأمة الإسلامية وغضبها التاريخي بسبب قتل المسلمين الضعفاء والنساء والأطفال خلال ضرباتكم العشوائية.

 

4- الدعوة للمصالحة مؤامرة أخرى

ومن ناحية أخری إن دعوة الصلح المضللة في بؤرة الصراع المستمر وتحت ظل طائرات المحتلين الفتاكة وقنابلهم الضخمة، وفي حالة وجود الاحتلال وإرسال مزيد من القوات تعتبر حماقة ولا يقبلها العقل، فعلی الذين يبتغون المصالحة إنهاء الاحتلال أولا، فهؤلاء هم الذين فرضوا وسلطوا الحرب علی الشعب الأفغاني المجاهد، ولا يمكن في مجتمع إنساني أيا كان أن يتحدث للمصالحة بفوهة البندقية، فإجراء المفاوضات في ظل مواصلة الصراع أمر مستحيل.

ولا تحسبوا أن قادة الجهاد الإسلامي سوف تتخلی عن حقهم المسلم وجهادهم المقدس بوعودكم الزائفة، والمصالح المادية، وإعطاء حق العصمة الشخصية، واقتراح منح الحقائب الوزارية والمناصب العالية في غضون الاحتلال.

 

5- المعتدون في ضلال

وإن زعم المعتدين بأن الأفغان باسم المليشيات القومية سيحاربون المجاهدين لأجل مصالح الغرب تصور خاطئ من أصله، لأنه لا يوجد مسلم صادق ولا أفغاني أصيل يكون جاهلا لا يعلم ولا يشعر بحيث يقاتل أخاه المسلم لأجل مصالح الأجانب المعتدين، أو يضحي بنفسه وإيمانه في هذا الطريق الحرام لأجل سرور المغتصبين الأجانب وإرضائهم.

لأن الشعب الأفغاني حارب الأعداء دائما على أساس العقيدة، وحرب العقيدة "الجهاد المقدس" تكون ضد أعداء الإسلام والوطن، لا ضد المجاهدين الصامدين.

 

6- مطالبة من الدول المحبة للسلام

وإنني أطالب مؤكدا دول العالم المعنية بقضايا السلم ونشر السلام أن تستفيد من ثقلهم السياسي في تحرير جميع البلاد المحتلة لاسيما أفغانستان، وإن الرفاهية والسكون والاطمئنان التي تطلبها لنفسها عليها أن تسعی في تحقيقها للأمم المنكوبة كذلك، وإن العاصفة المالية التي تجتاح العالم بأسره فإن دافعها الأساسي هو سياسة أمريكا الحربية الفاشلة وإستراتيجيتها الاحتلالية، وسرت آثارها المنفية إلی جميع نواحي العالم بشكل من الأشكال؛ فلذا يكون الإحاطة بالمشكلة والاحتواء عليها واجبَ الجميع.

 

7- نداء للشعب المسلم

وإنني أنادي شعبي الغيور المسلم مرة أخرى بما يلي:

ألف- استقيموا -أزيد مما سبق- في الثبات والصمود على موقف التعاون الشديد مع إخوانكم المجاهدين ضد العدو المعتدي، على ما كان طوال التاريخ.

ب- إن وقوفكم إلی جانب المجاهدين من فرائضكم ومسئولياتكم الدينية، فلا تنخدعوا بشعارات العدو وعملائهم الفارغة ودعاياته الكاذبة.

ج- ولا تتعبوا أنفسكم في سلسلة التمثيليات المضللة باسم الانتخابات!! لأن الانتخابات الأساسية تتم في واشنطن، وإن العملاء بعنوان المسئولين لا يتم تعيينهم باقتراعكم وأصواتكم، بل يتم تعيينهم بإرادة واشنطن، وإنه لو تم قصف منازلكم وبيوتكم أكثر من مائة مرة أو ألف مرة بالقنابل الأمريكية فلا تتوقعوا من أمثال هؤلاء العملاء أن يعملوا شيئا! وإن هؤلاء المسؤولين لا يملكون سوی إعراب النطق والكلام، وأما الإرادة والعمل فمن صلاحية واشنطن، فلذا إن مطامعكم منهم لا فائدة من ورائها.

د- وعليكم أن لا تفرقوا بين "شاه شجاع" عميل الإنجليز و "ببرك كارمل" عميل الروس ومسئولي إدارة حكومة كابول اليوم عملاء أمريكا، لأنهم متساوون في الخيانة والغدر تجاه الإسلام والوطن، كما أنهم متساوون في العبودية وحفظ ومراعاة مصالح المستعمرين والمحتلين، كما هو الواضح.

 

8- وصية مهمة للمسلمين

إن العدو المعتدي يواجه اليوم هزيمة شرسة، وإذا كان الأمر كذلك فينبغي أن نذكركم بقضية أساسية وهي: أن الشعب الأفغاني طالما هزم عدوه عسكريا أضاع افتخارات الفوز الساحق وثمرات النجاح الباهر، وذلك لأن الأعداء من جراء مؤامراتهم السياسية وتدخلاتهم السرية لم يتركوهم لتأسيس إدارة قوية ولا للالتفاف حول زعامة قوية واحدة.

وهذا ما حدث بعد انهزام الروس، حيث دخلت نيران الاختلاف والظلم والحرب إلی جميع منازل الأفغان، والسبب الأقوى في استمرار مظلومية شعبنا وذلته هو عدم وجود قيادة موحدة عقب خروج القوات السوفيتية الغازية، مع دسائس العدو السرية.

 

وكذلك اليوم يسعی المعتدون - قبل هزيمتهم في ميدان المعركة- في تشتيت شمل الشعب وإيقاع الخلاف بينهم باسم أو آخر، وإذكاء نار الحرب الداخلية، وإن مؤامرات المعتدين وعدد من الدول الأخرى والتي تحمل في نفسها تهديدات خطيرة تجاه وحدة بلادنا ليست خافية على أحد، وإنهم يبذلون قصاری جهودهم سرا وعلنا لتفكيك أفغانستان إلی دويلات صغيرة، وعينوا عددا من العملاء لزرع بذور الشقاق اللساني والمنطقوي، ويقصدون من وراء ذلك مواجهة أفغانستان بمستقبل متأزم، ولذا يجب علی كل أفغاني حين مغادرة الأعداء أن يتفطن وأن يكون يقظا لمحو مؤامراتهم وآمالهم، ليتمكنوا بعد هروبهم من احتواء الأوضاع بأسلوب الأخوة الإسلامية والتعامل التعاطفي فيما بينهم.

هذا وإن بعض الحلقات العميلة المغرضة تنسب حركتنا الإسلامية الخالصة إلی العرقية والعنصرية والمنطقوية، وبعض الناس الذين لا يعلمون يقولون مثل قولهم لسوء فهمهم أو غفلتهم.

ولكن بما أن ديننا الحنيف لينهانا عن جميع أنواع التعصبات القومية والعنصرية والعرقية والطائفية، فرابطتنا الوحيدة هو الإسلام، وكل مسلم أخونا وقريب إلينا، وكل مسلم محترم لدينا كعضو من جسد واحد، لأن الإسلام يعتبر جميع المسلمين جسدا واحدا، وقد قال رسول الإسلام المعظم صلی الله عليه وسلم: "ليس منا من دعا إلی عصبية، وليس منا من قاتل عصبية، وليس منا من مات علی عصبية." رواه أبو داود عن جبير بن مطعم رضي الله عنه.

فعلی الأفغان أن يتنبهوا لجميع مؤامرات العدو الماكر ودسائسهم المضللة، وذلك للحفاظ على وحدة الصف ووحدة البلد، وإعلاء كلمة الله.

 

9- دعوة المسلمين للاتحاد

نحن ندعو كل الأفغان وعلی الخصوص إخواننا الذين أخذوا سهما بارزا في الجهاد ضد القوات الروسية قائلين: تعالوا نتحد في صف واحد، نتعاون بيننا، ففي أي موقف تكونوا، أو أي عمل ارتكبتم، فمع ذلك أنتم مؤمنون، ومارستم تجارب مُرَّة كثيرة، فتعالوا قوموا إلى جانب الإسلام بالصدق الكامل، حتى نقرر ونسير مسلكا إسلاميا خالصا ذو طابع مستقل لندفع الفوضى ونتمكن من اتخاذ إستراتيجية موحدة لمكافحة كافة السبل المؤدية إلی الفوضی وعدم الاستقرار، واختيار سياسة إسلامية أصيلة.

وإننا إذا اعتصمنا بحبل الله واجتمعنا في صف فنحن شعب قوي للغاية، فلا تستطيع قوة في العالم أن تصمد أمامنا، ولنقدرنَّ على حل قضايانا بأنفسنا، حتی إن جميع المتخصصين والمحللين يتفقون قولا واحدا على أنه لو لم يقف بعض الفئات الأفغانية إلی جانب الصليبيين لما استطاعوا الاستيلاء علی البلد.

وعلی أية حال فإن الشعب الأفغاني المحتاج المتضرر يستحق الترحم، وإن غارة المعتدين العسكرية والثقافية الاقتصادية ليست قابلة للتحمل لأحد، وبوجود هذا الإحساس دخل حب كل مسلم شغاف قلوبنا.

 

10- رجاء من العالم الإسلامي

ونرجو من أعيان المسلمين في العالم الإسلامي عامة وفي العالم العربي خاصة أن ينصروا إخوانهم المجاهدين المخلصين في العراق وفلسطين، وأن يدعموهم بكل ما في وسعهم من المال والنفس، وأن يؤدوا واجبهم الإيماني على وجه أفضل في هذه الدورة الحساسة للتاريخ الإسلامي، وبالتحديد يجب علی العلماء و رجال الفكر الإسلامي إشراف المجاهدين وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، وإني أعتقد أنه لو تم تقوية صفوف الجهاد المقدس وتوحيدها كما هي الحال في أفغانستان فستتمكن الشعوب المظلومة من الحرية، وتحظى بتطبيق الشريعة الإسلامية.

 

11- تنبيه للدول المجاورة

وعلی الدول المجاورة ودول المنطقة أن تفهم جيدا أن سياسة أمريكا التوسعية والمستكبرة ونفوذها في المنطقة ليست لمصلحة أحد، بل تعتبر تهديدا وخسارة لجميع دول المنطقة، فلذا يجب علينا أن ندفعها جميعا، واعلموا أن أمريكا لا ترضی عنكم حتی تقضي علی قوتكم العسكرية والعلمية والاقتصادية بأكملها، والتجربة قد أثبتت هذه الفكرة فلا داعي لذكر دلائلها.

 

12- توصية خاصة للمجاهدين

وأخيرا نقدم مرة أخرى لإخواننا المجاهدين الورعين - بجانب تهانيء العيد والدعاء بالاستقامة- بعض الوصايا الضرورية ضمن مسئولياتي الشرعية:

ألف- يجب عليكم تنظيم كافة حركاتكم وسكناتكم وإصلاح نياتكم حسب الإرشادات الإسلامية.

ب- واجعلوا الحيطة والتدبير والعقل والحذاقة نصب عينيكم في أعمالكم ونشاطاتكم الجهادية.

ج- لا تحكموا على أحد من الأفغان بشيء من الجزاء دون شواهد قاطعة وبينات واضحة.

د- اجتنبوا في إجراء الحكم وتطبيق الجزاء على المستحق عن العجلة والتحمس واللا مبالاة وعدم الاكتراث.

هـ حافظوا على مداومة الاتصال واستحكام الرابطة بشعبكم.

و- اجتهدوا في اتخاذ التدابير اللازمة في حماية أنفسهم و صيانة أموالهم.

ز- وكونوا متيقظين فطنين لمؤامرات العدو ودسائسه.

 

ح- يجب عليكم القضاء بالشدة على أعمال المسلحين الوحوش الذين يغتصبون أموال التجار والأثرياء بقوة السلاح، ويختطفون المواطنين للحصول علی أموالهم، وإن تمكنتم من القبض عليهم فاحكموا عليهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية، لأن حماية أموال الناس وأعراضهم وأنفسهم من أهداف الجهاد العظيمة.

 

وفي الختام استنكر بشدة قتل عشرات السجناء المظلومين بلا رحمة في سجن بلتشرخي بكابل في أيام وليالي عشرة ذي الحجة المباركة قبيل عيد الأضحى المبارك لعام 1429هـ ق، ومثل هذه الأعمال الجبانة دلالة واضحة على منتهى ضعف وهلع العدو. وأسأل الله عزوجل لهؤلاء الشهداء المظلومين المباركين الدرجات العالية، والإنعامات العظيمة وموفرة الرحمة لأرواحهم. إنني على يقين بأن هذه الدماء المظلومة والزكية ستعطي ثمارها في قيام النظام الإسلامي وطرد الظالمين. وإن مجاهدي الإمارة الإسلامية لايتقاعسون في اعطاء الجزاء الشرعي اللازم لهؤلاء القتلة، وسوف يذوق فراعنة العصر جزاء أعمالهم في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز. 

هذا وندعو الله تعالی النصر الكامل للجهاد والانهزام الكامل والفضاحة التامة للمعتدين. 

  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،.

خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر "مجاهد"

Tidak ada komentar: